هناك طريقتان للفوز على عدوك
الأولى
أن تكون أكثر منه قوة وعتاداً
والثانية
أن تُفاجئه بخطة عبقرية وغير مسبوقة
والعجيب أن الطريقة الثانية
أكثر فعالية وتحقيقاً للنجاح
رغم أنها أفقر عتاداً وأقل كلفة
ومن خلال قراءاتي لأعظم المعارك في التاريخ
تجمّعت لدي قصص كثيرة عن خطط حربية حقّقت نتائج خارقة
ليس بسبب كثرة العتاد أو الرجال
بل بسبب أسبقية الفكرة وجراءة التنفيذ
فعلى سبيل المثال
قصة فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح
عام 1453 فالقسطنطينية مدينة مُحصنة بطبيعتها
فشلت جيوش إسلامية سابقة في فتحها بالوسائل العسكرية المعتادة
غير أن سقوط المدينة على يد محمد الفاتح
جاء نتيجة خطة عبقرية وقرار جريء
اعتمد على نقل السفن الحربية عن طريق البر
إلى الجانب الآخر من البحر
الأقل تحصيناً ففاجأ الأعداء واستولى على المدينة
وفي حرب 73 لم يخترق الجيش المصري
خط بارليف الإسرائيلي بالقنابل أو الصواريخ أو المُدرعات
بل بخراطيم المياه الزراعية
فهذا الخط الدفاعي كان عبارة عن ساتر ترابي
بالغ الضخامة والطول
شيّدت فوقه نقاط مُحصنة قادرة على صدّ أي هجوم تقليدي
وكان المصريون بدورهم يدركون هذه الحقيقة
فاقترح أحد الضباط تدمير الحاجز الترابي
برشاشات مياه ألمانية ضخمة
سُلطت في وقت واحد على "الخط الذي لا يُقهر" وفتحت فيه
ثغرات تسلّل منها الجنود والمدرعات
أما القصّة الرابعة فعن خدعة الإقتحام المشهورة
بواسطة "حصان طروادة".. وطراودة مدينة غنية
تقع على بحر إيجة في تركيا
حاصرها الإغريق بعد أن خطف ملكها بريس الحسناء هيلين
زوجة شقيق الملك أجاممنون
وبعد عشر سنوات من الحصار
أمر القائد اليوناني الجديد بصنع حصان خشبي مجوف
أخفى داخله مجموعة من الجنود الشجعان
وبعد أن تصنّع الجيش الإغريقي الإنسحاب
خرج السكان وادخلوا الحصان إلى مدينتهم كغنيمة
فخرج منه الجنود وفتحوا الأبواب لجيشهم
الذي عاد بسرعة واستولى على المدينة
وفي الحقيقة؛ هناك أمثلة كثيرة
يصعب حصرها في هذه المساحة
ولكن لنتذكر بسرعة القائد المسلم سعد بن أبي وقاص
وفكرته بتسديد السهام على أعين الفيلة في معركة القادسية
والقائد القرطاجي هانيبال الذي فاجأ روما من الخلف بنزوله من جبال الألب
وهتلر الذي التف بجيوشه حول خط ماجينو الفرنسي ودخل فرنسا عبر بلجيكا
وأخيراً جيوش الحلفاء التي فاجأت الألمان
بإنزال قواتهم على ساحل النورماندي الصخري
آخر مكان يتوقع هتلر أن يتم الهجوم منه
والآلآلآن
أيها الجندي المجهول
هناك احتمال ضعيف جداً جداً بأن تصبح قائداً عسكرياً عظيماً
ولكن هذا لا يمنع استعانتك بالنماذج السابقة
لتحقيق انتصاراتك الشخصية في الحياة
وفي حال آمنت بهذه الحقيقة
ستكتشف أن
الجراءة
و
الإبداع
و
عنصر المفاجأة
ليست فقط طريقة سريعة ومضمونة لتحقيق الإنتصار
بل وتفعل ذلك بأقل جهد وكلفة ممكنة
المصدر
الموقع الإلكتروني لجريدة الرياض
زاوية حول العالم
للكاتب المبدع
فهد عامر الأحمدي